الجمعة، 2 يناير 2009

قصص وعبر

قصة إقلاع الشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري عن التدخينيقول أبو عبد الرحمن في تباريحه:
" وليست تباريحي هذه كاعترافات النصارى التي ترفع جانب التحفظ، فإنني أستعيذ بالله من ذلك، ولكن هذه التباريح تجربة مقصر ظلم نفسه في بعض الأحيان ولكن لم يمت قلبه فلما فاء الله بي كنت ممن جرب عز الطاعة وظل المعصية ، فضفرت من بعض تجاربي مرائر يستمسك بها القراء للعظة والذكرى"
يقول" قضيت فتوتي ويفاعي وجزءاً من كهولتي تحت نير عام 1952م ، وقد أوضحت في مناسبات كثيرة ملامح فترة ذلك النير وهمومه وأعبائه، وورثت من هموم ذلك الجيل عادة التدخين التي عافاني الله منها أخيراً وله الحمد كثيراً، وقعت فيه عابثاً لرداءة الجليس، وسرعة تكوين العادة، وكنت أيضاً في حالة غضب ومشاجرة، فنبذت مبتلى بالتدخين وعيرته به في محفل، فعوفي منه فترة وبليت!! ولو تهزأ بأخيك في رضاع لرضعته.
تدهورت صحتي تدهوراً مروعاً، فكانت سحنتي كسحنة أهل القبور، صفرة في الوجه، وعرى في الوجنات ، وسعة في الفم، وفحيح وسعال، وإضراب عن الأكل في بعض الأحيان، فإذا أصابتني وعكة بسيطة خيل إلي أن فيها أجلي فأفزع فزعاً شديداً خوفاً من لقاء الله، فأغير ملابسي وآمر بغسلها وتطييبها وأجدد التوبة وأتنقل ولا أقعد إلا على طهر!! وما رأيت أحداً يخاف هذا الخوف الشديد من الموت إلا العاصي المقصر.
ومن أسباب اليأس أنني كنت أتردد على الأسياح بصحبة الوالد الكريم ذي المناقب والإيثار: أبي سليمان الفالح في مهمة رسمية، وكنا نسمر عند أمير الأسياح السابق الشيخ عبد العزيز السديس أبي علي، وكنت أتردد على الحمام لأتوارى بسيجارتي عن الأعين، فلما أحس أبو علي بذلك أحضر لي صحناً (طفاية) وأذن لي بالتدخين، وصار يتخولني ببعض الكلمات كقوله: والله أن الدخان لم يزرع لأمثالكم!! والله أن ( السيجارة) لا تليق بهذا الوجه الصبيح واللحية المباركة!! ويقسم أبو علي لي هيبة ومحبة في قلبه، وأن تدخيني صدمة له.
وقد نزلت علي سكينة ماعهدتها في حياتي قط، وإن عظم خواء الرأس إلى سيجارة فترة الإفطار وقبيل السحور فما رف قلبي بحمد الله إلى هذه العادة، ولم أفكر فيها مدة بقائي في المعتكف، وبعد خروجي من المعتكف لاقيت بعض العناء، وهممت بالعودة إلى التدخين، وما منعني إلا الحياء من الله ثم الأهل والأصدقاء. وإنني الآن أصبحت أتقزز من رائحته وأعجب من قبول نفسي له في سنوات خلت، فلله الحمد كثيراً. ووجدت أعظم عون على الإقلاع عن المعصية التوبة لله منها، والإنطراح بين يديه بالدعاء والتوفيق والسداد"
(انتهى)
أهلا بكم أعزائي الزوار هذه قصة حقيقة لاحد المدخنين التائبين والذين تخلصوا من شراك التدخين وإليكم
((صباح الخير ، " أنـا اسمي ... ، وابلغ من العمر 41 عاما ً ، كنت أدخن منذ أربع سنوات بشراهة من 20-30 سيجارة في اليوم ً وكنت أتناسى كم المساوئ التي ارتكبتها بتدخيني للسجائر وجرأتي علي تلويث البيئة المحيطة بأطفالي أعز ما أمتلكه في هذه الدنيا . وهذا ليس ناتجا ً عن جهلي بما تسببه من أضرار لي ولمن حولي - أعلم أنكم ستصفوني بأنني أناني لا أحب غير نفسي حيث أعلم مضارها وما زلت مستمرا ً في ذلك ... لكنني أخذت القرار أخيرا ً ذات يوم بأن أنساها لكي تخرج من حياتي نهائيا . وقمت بتأليف سيناريو يتكون من أربعة فصول ... جعلت من نفسي بطلا ً لهذا السيناريو ولا يوجد سواي ، فإذا كنت مدخنا ً فبوسعك اقتباسه مني لكن لا تتوقع أن تسير أحداثه بنفس السرعة فقد استغرق إعداده بالنسبة لي أكثر من عامين ، فمن الممكن أن تستغرق وقتا ً أطول من ذلك أو أقل وهذا يعتمد علي مدي إتقانك لدورك في كل فصل من هذه الفصول . ولتفتح الستار الآن عن أحداث الفصل الاولالسر في بير
المقلع عن التدخين ( البطل):/كما أشرت في السطور السابقة ، أعلم أن باتباعي عادة التدخين كنت أنانيا ً . وقد فكرت مرات عديدة كيف أغير من هذه الأنانية ، حيث اكتشفت مؤخرا ً أن هذه الأنانية لا أمارسها علي من حولي ولكن علي نفسي بمعني أنه أنا الذي أنفق المال علي نفسي لإدخال السم لجسدي وعقلي ، وبإقلاعي عن هذه العادة السيئة جدا ً سأكون أيضا أنا المستفيد وليس أحد آخر ، ففكرت أن أكون أنانيا ً من أجل صحتي وليس ضد صحتي فأصبحت أفكر مرارا ً وتكرارا ً كيف أنقذ نفسي كيف أتخذ قراري من داخلي ، وليس بطلب من العائلة أو الأصدقاء أو المعارف فأنا الوحيد صاحب القرار . ولذلك اتخذت علي عاتقي بعدم إخبار أي شخص فيما أنوي أن أفعله وأنفذ خطتي في سرية تامة وهذه أهم خطوة في هذه المرحلة فإذا أقدم أي شخص علي عملية الإقلاع عن التدخين يجب أن يلتزم ويغلق فمه . وأكيد هتسألني ما السبب وراء هذه السرية لأنني لا أقوم بعمل عظيم فأنا مخطئ ولابد من إصلاح أخطائي والاعتراف بها أمام الجميع هاجواب عليك وأقولك ... هما سببين وبس ومفيش أبسط منهم :-
* الأول :- أنني أناني والأنانية معناها عدم المشاركة ، وعدم إطلاع أي شخص علي ما يدور بداخلك أو بما ينوي أن تفعله . " والسر إذا خرج من صاحبه لايصبح سرا ... * الثاني :- والسبب الثاني أبسط وأبسط " خايف من الشماتة " وأقصد بذلك ماذا سيكون رد فعل من حولي إذا فشلت في هذه التجربة ؟ لا أريد أن يمارس أحد ضغوطا ً علي تجربتي مع عملية الإقلاع ودوامت عليها علي الأقل بالنسبة لنفسي .
. الجزء الثالث
عندما تفكر في الإقلاع عن التدخين ، هناك شئ ضروري يجب أخذه في الاعتبار أنه عندما يعتمد جسدك علي عادة معنية فهو يصبح أسيرها . وبتدخينك السجائر ستقع تحت نوعين من الأسر :-
1- الأسر الجسماني . 2- الأسر النفسي .
والأسر الجسماني هو الأسرع والأقوى في المفعول لأن بعد مرور وقت من الزمن من تدخينك السجائر وباستمرار علي نحو منتظم فبذلك أنت تقدم لجسدك النيكوتين وتأثيره الإدمانى علي طبق من ذهب وليس فضة . وستجد صعوبة في التغلب علي تأثيره عندما تفكر في الإقلاع عن التدخين تفوق تفهمك وإقتناعك الذي توصلت إليه بمدي الضرر الذي تلحقه بك السجائر . وماذا عن الأسر النفسي ، بصراحة شديدة قررت التأجيل في التفكير في التأثير النفسي التي تحدثه لي .
فكرت أولا ً كيف أخلص نفسي من هذا الأسر الجسماني ، بدأت أقرأ نسب النيكوتين الضار المكتوب علي علب السجائر ، وتوصلت إلي مناطق ضعف في السيجارة تمثل لي نقاط قوة في نفس الوقت . وقد ركزت علي نسب النيكوتين أكثر من الضار فنجد أن معدل ما تحتويه السجائر من نسب نيكوتين عالية إلي منخفضة علي النحو التالي : 1.3 ملجم ( معدل عالي ) - 0.1 ملجم ( معدل منخفض ) ، وجاءت لي الفكرة آنذاك وأخبرت نفسي " ماذا لو اعتمدت علي السجائر التي بها نسب منخفضة من النيكوتين ولتكن نفس كمية السجائر التي اعتدت أن أدخنها والتي تحتوي علي النسب العالية ، بالطبع سيقلل من خضوعي للتأثير الإدماني للنيكوتين . سيسخر مني البعض لأول وهلة وسيكون تعليتكم " برده سجائر " وخاصة لأنني جربتها من قبل وأنت بتأثير سلبي علي الأمر الذي أدي بي إلي تدخين من 40-60 سيجارة في اليوم الواحد . لكن هذه المرة مختلفة نعم ، قررت أن أدخن سجائر بها نسب نيكوتين منخفضة ولكن علي مراحل عديدة وهذا هو المختلف ، بدأت أتدرج في النسب ولم أبدأ بأقل نسبة بل بأعلاها :-
* أولا ً قمت بتدخين السجائر التي بها نسبة نيكوتين 0.7 ملجم ، وارتفع كم السجائر التي أدخنها أكثر من التي كانت بها نسب عالية ، وبعد مرور أسبوع أو أسبوعين اعتاد جسمي علي تأثيرها وانخفض كم السجائر التي أدخنها - وبعد مرور اختفي تأثير النيكوتين القوي وكأنني لم أدخنه من قبل . لا تندهش من ذلك لأن التدخين عادة ، وبوسع الإنسان تغيير عاداته . وانتظرت أشهر أخري قليلة قبل أن أغير النسبة إلي الأقل ، لا تتعجل فالمشي يسبق الجري ... !!
وبعد مرور أربعة شهور بدأت في تنفيذ الخطوة الثانية وأصبحت النسبة 0.3 ملجم ، وكما حدث في الخطوة السابقة كنت شرها ً تجاه السجائر وبعد مرور أسبوعين اعتاد جسمي علي تأثير هذه النسبة الجديدة وبعد مرور شهر اختفي تأثير 0.7 ملجم وكأنني لم أدخنه من قبل بدأت الثقة تعود لنفسي . وقررت أخذ الخطوة التالية بعد مرور أربعة أشهر أخري لتكن النسبة هذه المرة أقلهما علي الإطلاق ( 0.1 ملجم ) وأحسست لأول مرة أنني استنشق هواء صحيا ً وأصبح الكثير من الأصدقاء لا يتقبلوا نوعية ما أدخنه من سجائر لأنها ليست قوية وهذا في حد ذاته دليلا ً علي النجاح وكنت أسمع سخريتهم لي " هذه السجائر الحقيرة التي تدخنها ... متى سيرجع لك رشدك لتدخن السجائر المحترمة " وكانت هذه العبارات يرددونها لي باستمرار ، ولا يعرفون أنني في مهمة رسمية تجاه صحتي .
وأجد آخرين يرددون عبارات أخري " ما تفعله لن ينجح ... وعبث ... فأنت تضحك علي نفسك " وكان ردي عليهم كالتالي إذا كنت أضحك علي نفسي ماذا إذا ! اتركوني وحالي فأنا حر في نفسي وكانت ردودي هذه تأتي لتخليص جسدي من الأسر الذي وقع فيه من جراء تدخين السجائر وكان ينتقدني طائفتان من الناس : غير مدخن أو مدخن ، وكنت أرد عليهم بنفس الطريقة فغير المدخن أخبره ماذا يعرف عن الإقلاع لكي يتحدث عن السجائر وتجربتها ؟؟ أما المدخن فكنت أخبره ما هو النجاح الذي تحرزه من تدخينك للسجائر ؟ . وسنجد أيضا ً من يمتدحك وهو المقلع بالفعل عن التدخين وسيشجعك دائما ً فيما تفعله لأنه جرب والتجربة وسيلة للنجاح بل ربما سيخبرك أيضا ً بطرق مختلفة اتبعها لكي يتخلص من عادته السيئة . وبمجرد وصولي لهذه المرحلة ، كان ولابد أن أنتقل إلي مرحلة أخري علي وجه السرعة ...
الجزء الرابع
وهذه المرحلة هي من أصعب المراحل ، لأنها مرحلة التنفيذ الفعلي وتكمن صعوبتها في أن التنفيذ لابد وأن يصاحبه حافزا ً ، ويوجد نوعين من هذه الحوافز . إحداهما لإتخاذ القرار ، وآخر للتنفيذ . والحافز الخاص باتخاذ القرار سهل للغاية ولا يمثل أي صعوبة ويتضح ذلك في : -
* المرحلة الأولي قراري بترك السيجارة . * المرحلة الثانية قراري بتقليل نسبة النيكوتين .
وبالرغم من أن المرحلة الثانية قل الاعتماد الإدماني علي النيكوتين ، لكن ما زالت هناك المعادلة الصعبة التي تحتاج إلي حل وإلي الخطوة الأكبر . وعندها بدأ قلبي في الخنقان وكنت أخيره بأنني أنجزت خطوات لا بأس بها ، لكن السجائر ما زالت في حياتي لم أتحرر منها نهائيا ً ، وفجأة أشعر بالسعادة لأنني لم أخبر أحد بجدول أعمالي . تعرف كم من الوقت استغرق مني لكي أجد الدافع القوي الذي يحررني من آخر سيجارة أمسكها في يدي ؟ خمسة أشهر ، وطوال هذه الفترة مازلت متشبثا ً بالسيجارة علي الرغم من تأكدي من نجاح المرحلة الثانية واعتمادي علي النيكوتين قد قل ولم أعد أريد تدخين مزيدا ً من السجائر . مكثت أفكر ما هو الدافع النفسي القوي الذي يبعد السيجارة عن فمي ؟ وبدأت أربط بعض العادات التي يتبعها الشخص عندما يكون طفلا ً مثل مصه لثدي أمه من خلال الرضاعة ، أو مصه لإصبعه ، أو قضمه لأظافره ... ثم يتخلى عنها بمرور الوقت بعادتي للتدخين علي الرغم من وجود الفارق الكبير لكنه مجرد تحليل للوصول إلي نتيجة إيجابية ، فأنا لا أحتاج إلي نظريات مثل نظريات " فرويد " للتحليل النفسي فالذي كان يهمني هو التغلب علي أصعب مرحلة . ومرت أربعة أشهر أخري بخلاف الخمسة أشهر السابقة مستغرقا ً في التفكير لكي أصل إلي الحل ، وأخيرا ً أرشدني تفكيري إلي " الشعور بالذنب " نعم هذا هو دافعي القوي وراء قراري الأخير . فكرت كثيرا ً وتوصلت إلي الحقيقة التالية : ما هو ذنب طفلي الصغير الذي يبلغ من العمر 13 عاما ً والذي بدأ في الوقت نفسه بالتدخين ، ليس هو الابن الوحيد الذي يدخن لكنه قلد أخيه الكبير وأخته أيضا ً وكنت أحدث نفسي لماذا أسبب لهم كل هذا الأذى ، ولم أشعر أنني استغرقت كل هذه المدة في الوصول إلي الدافع وهما عامين كاملين ، لكن صدقوني فقد شعرت بهم وكأنهم يومين فقط . وبوصولي لقرار الإقلاع وتصميمي عليه ظننت أنني محظوظ لأن الكثير لا يستطيع الإقدام عليه ، لكنه علي العكس لأن أولادي وقعوا فريسة لها بما أنني المثل والقدوة لهم في كل ما اتبعه من عادات . أعلم أنه ليس بوسع معظم المدخنين أن يكون لديهم هذا الدافع لأن الكل ليسوا آباء وأمهات ، كما أن الأبناء لا يرتبط تدخينهم فقط باتباع الآباء والأمهات هذه العادات السيئة . فإعداد النفس للإقلاع هي من أهم العوامل التي تمكنك من الوصول لهذه المرحلة الصعبة ( مرحلة الدافع ) وأيضا ً الوصول إلي المرحلة النهائية والأخيرة ، والتي كانت تبدو لي الرجوع بسلامة إلي حياتي .
المقلع عن التدخين : إنني علي يقين من أن كل شخص قرار الاستغناء عن السيجارة مر بمثل هذا السيناريو من قبلي مثلي . لقد قررت وإن كنت أقسو علي نفسي في بعض الأحيان ألا أكون عبدا ً للسجائر التي هو شر يصيب الإنسان كنت أتخلص من علبة السجائر أو أي شئ يتصل ويذكرني بها . فأصبح التدخين محظورا ً في المنزل كما أنني عزمت بداخلي عن الانفصال عن زوجتي إذا لم تمتنع هي الأخرى عن التدخين ، منعت أصدقائي المدخنين من القيام بزيارتي في المنزل . توقفت عن مشاهدة التليفزيون أو قراءة الصحف أو المجلات أو أي عادة أخرى تتصل وتفكرني بالتدخين حتى عندما كنت أقوم بالتنزه مع أصدقائي في العمل أو القيام برحلات فعندما كانوا يعرضون علي السجائر لا يجرأون علي تقديمها إلا بالاعتذار وذكر هذه الكلمات " أوه ... آسف ... أنا افتكرت أنك مبقتش تدخن ... لم أقصد ... " وإن كانوا يتظاهرون بهذه الكلمات لأنهم يريدون الزج بي والعودة إلي تدخين السجائر مثلهم ولكن أود أن أخبركم أيضا ً أن هذه لم تكن الطريقة التي بدأت فيها المرحلة الرابعة أو الفصل الرابع ، لأن السيناريو مازال في طي الكتمان لا يعرفه أحد حتى يتحقق لي النجاح . حتى الآن لم يعرف أحد بحقيقة ما أفعله . فبالرغم مما فعلته فكان لزاما علي أن أتظاهر بأنني ما زلت أدخن . وما زلت أحمل معي السجائر والكبريت . ولحسن حظي ما فعلته في الخطوة الثانية أفادني كثيرا ً لأن أصدقائي ليست لديهم الرغبة في تدخين سجائري الأقل في نسبة النيكوتين لأنها لا تسبب لهم التأثير الإدمانى الذي ما زالوا يخضعون له ، كما أنني لا أرغب في تدخين سجائرهم ، لذلك لم يندهش أحد منهم عندما أرفض السيجارة التى تقدم لي منهم . كما أن حيلتي وفكري كان يتوطد عندما أعرض علي واحد منهم بسجائري لنفاذ سجائره ويكون رده كالتالي " سيجارة من عندك أحسن مما فيش " !! كنت أضحك كثيرا ً وأشجع نفسي قائلا ً : هائل ...أحسنت صنعا ً ... استطعت أن أخدع كل من حولي ... حتى زوجتي " أعلم أنكم ستصفون تصرفاتي هذه بأنه تصرفات طفولية ولكنها ساعدتني في النجاح وإحراز نقاط في مصلحة صحتي وصحة أسرتي بل وأصدقائي . وكنت أحاول في بعض الأحيان التغلب علي الشعور الذي ينتابني بالعودة إلي التدخين بمضغ العلكة ( اللبان ) أو بأكل الحلوى والبسكويت وكان يزيد من وزني ، لكن كنت أخبر نفسي دائما ً بأن هذا لن يستمر لفترة طويلة وإنما هي فترة مؤقتة لأنني مررت بمراحل خطر كثيرة وكانت يدي تلتقط السيجارة والكبريت بل وكنت أوقدها .
وعندما ترسخ الشعور بداخلي باقتناعي الكامل ومقدرتي الفولاذية بعدم العودة مرة أخرى ، وجدت أنه حان الوقت للكشف عن سري لأن التدخين لم يعد يشغل بالي أو يمثل حيزا ً في حياتي . توقفت عن شراء السجائر ، لم أعد أمتلك حتى واحدة منها . كانت زوجتي تنقب دائما ً عن السجائر في معطفي عندما تنفذ سجائرها لكي تجد سيجارة واحدة فقط فيها ، وكنت أفعل ذلك عن عمد واستمرت هذه الحالة لمدة أسبوع عندما تريد سجائر تفتش معطفي لكي تجد واحدة مرة بعد الأخرى أصابها الإحباط . إلي أن سألتني بنفسها ماذا تقصد بذلك . أجبتها بكل براءة بعد شكواها " أنتي دايما بتسيبي آخر سيجارة في علبتك زي بالظبط لكن أنا دلوقتي مش هاشربها " زوجتي : " مش ... هتشربها " أجبتها وكان صوتي به بنرات الانتصار : " أيوة ... مش هاشربها لأني سبت السيجارة من أسابيع فاتت ..... "
وكانت تعبيرات وجهها تخبرني لعدة أيام تلت معرفتها بهذه الحقيقة إلي جانب بعض الأصدقاء أيضا ً الذين عرفوا بحقيقة القصة بالدهشة ، وكيف تمكنت من إخفاء كل هذه الخطة عليها وكأنني خدعتها .وأظن أنها نعمة كبيرة ، صحيح أنني خدعت من حولي ولكنه خداع شريف فهي يستحق ما بذلته من مجهود لأن به نفع لي ولكل من حولي ((
من التدخين في حمامات المدرسة إلى الكولونيا فالمخدرات
صديق الطفولة.. قادني إلى عالم المخدرات إدمان أخي الكبير تسبب في إدماني وضياعي
في كل عدد نروي لكم أعزاءنا القراء مأساة إنسان جرته المخدرات إلى شباك مليئة بالحزن والمرض والهلاك.
وفي عددنا هذا نروي لكم قصة أحد التائبين والذي شارف على الخروج من مجمع الأمل بالرياض وهو (ح.م) الطفل الذي ترعرع في كنف والديه حيث يعيش حياة سعيدة ودافئة بصحبة أخواته البنات وأخيه الأكبر، حيث كان من أفضل الأطفال خلقاً وأدباً وحياء، حيث كان الحياء صفة تلازمه في حياته. وبعد دخوله المدرسة توفي والده وهو في سن مبكرة مما جعل والدته تعمل ليلاً ونهاراً لتؤمن له ولإخوته العيش الرغيد واللقمة الحلال. وفي الصف الخامس تعرفت على أحد الأصحاب الذي يكبرني بكثير في السن والحديث هنا للمتعافي (ح.م) الذي يكمل حديثه ويقول: فقد علمني عادة التدخين إما في حمامات المدرسة أو في حصة الرسم. وكنا نهرب كثيراً من المدرسة. وفي يوم من الأيام هربنا من المدرسة واصطحبنا هذا الصاحب.. الساحب إلى مزرعة مجاورة للمدينة تحت ظل الأشجار فجلسنا وبدأنا نفطر وندخن، ثم أخرج من سيارته قارورة كلونيا وبدأ يشرب ويسكب لي، فرفضت ذلك ولكن بعد إلحاح منه شربت كأساً، وبعدها بدأت بالتقيؤ والمغص ، ثم رجعت إلى البيت وحالتي سيئة، ونمت حتى المساء.. وفي الغد خرجت مبكراً إلى المدرسة ولم أحضر الطابور الصباحي بل ذهبت إلى سيارة صاحبي الذي وجدته في السيارة يشرب كمية من الكولونيا، وقال لي ما رأيك بترك المدرسة لهذا اليوم واصطحابك إلى مكان أجمل من أمس.. فذهبنا إلى أحد الأسواق الشعبية حيث قابل أحد الأشخاص المريبين، وأخذ منه كمية من الحبوب عرضها علي رغم جهلي بها ثم توجهنا إلى نفس المزرعة التي شربنا بها بالأمس فشربنا الكولونيا وقد راقت لي وأعطاني حبة بعد إلحاح منه بزعمه أنها تبعدني من الحياء وتعينني على الجرأة والسعادة، فأكلت الحبة ثم رجعت إلى المنزل حيث بدا علي شيء غريب لفت انتباه الأهل بثرثرتي غير المعتادة ومساعدتي لهم في أدق شؤونهم.
فأصبحت يوماً بعد يوم أهرب من المدرسة وأتعاطى الحبوب والشراب ولم تمض فترة حتى طردت من المدرسة.. وبعد مضي سنة من الانحراف والفراغ سجلت في السلك العسكري برتبة جندي، وفي العسكرية بدأت أتعاطى الحبوب الحمراء وذلك في عطلة الأسبوع التي تتخلل أيام الدورة العسكرية وحتى بعد التخرج حيث تم تعييني في المنطقة الغربية وكنا نطلق على الحبوب الحمراء كلمة (البازوكة)، وكذلك قبل عشرين عاماً تقريباً، وفي المنطقة الغربية تعرفت على أحد الأشرار وليس الأصحاب، وقد كان زميلاً لي في قسم التموين حيث كنا نسرق من التموين ونبيعه ونشتري بثمنه المخدرات، وبعد فترة الجرد التي عملت بالقطاع اكتشف الأمر وأحلنا إلى التحقيق والسجن وبعد ذلك رجعت للخدمة وبدأت أترفع في الرتب حتى وصلت إلى رتبة وكيل رقيب، وأثناء هذه الفترة كنت منغمساً في التعاطي والبيع والترويج وفي يوم من الأيام ونحن نخوض في عملية الترويج قبض علينا في عملية ترويج وفصلنا من العمل وحكم عليّ بالسجن سنتين وبالجلد، وبعد فترة السجن خرجت وأخذت حقوقي المالية من القطاع العسكري حيث بلغت أكثر من ستين ألف ريال تزوجت بنصفها مع مساعدة الأهل وتاجرت بالنصف الآخر بالترويج للمخدرات والتعاطي.. وبعد زواجي بفترة سافرت مع أحد الأشخاص إلى المغرب وهناك عرضت علي السيجارة (سيجارة الحشيش) وأثناء السهرة الخبيثة تعاطيت الحشيش وبدأت حياة الانحدار.. وأمضيت في المغرب ثلاثة أشهر أتعاطى فيها بشكل يومي الحشيش والحبوب والمسكرات وبعدها عدت من السفر ورجعت إلى زوجتي التي كانت غاضبة مني لانقطاعي عنها هذه الفترة الطويلة وفي ليلة من الليالي السوداء سهر عندي أخي الأكبر مع أصحابه وكان منغمساً في تعاطي الحشيش والهيروين منذ زمن بعيد، فكنت في تلك الليلة أضيفهم الشاي ولم أتعاط معهم الهيروين بل كنت أتعاطى الحشيش فقط ، وكنت خائفاً من الهيروين لما أسمع عنه من أنه قطار سريع إلى الموت، وبعد السهرة ذهب أخي إلى بيته ونام أصحابه منهمكين عندي بالبيت، بعدما أقنعوني بأن أتعاطى الهيروين عن طريق الوريد وانصعت لإلحاحهم الشديد فتعاطيت الهيروين وسلكت طريق الموت.
ومرضت ذلك الأسبوع كاملاً لدرجة أني في تلك الفترة رزقني الله بمولود ولم أحضر ولادته ولم أتمم له ولم أفرح مع زوجتي بقدومه، وكان هذا الموضوع سبب نزاع شديد بيني وبين زوجتي وأهلها مما اضطرهم إلى طلب الطلاق مني.
وفي يوم من الأيام حضر مرة أخرى أخي الأكبر والذي دائماً يقودني إلى التهلكة حيث سهر عندي مع أحد الأشخاص والذي يملك أموالاً طائلة، وبدأنا معه مشواراً طويلاً مع التعاطي حيث كان هو الممول لنا ويعطينا المال ونحن نؤمن له المادة والمكان ونخدمه في سهراته، قرابة السبعة أشهر وخلال هذه الفترة بدأنا ننصب ونحتال على الناس ونسرق ونعمل ما لا يُعمل لنوفر لنا المادة.. وبعد ذلك أبلغت والدتنا مكافحة المخدرات عن هذا الوضع.
وأدخلنا المستشفى لأول مرة عام 1411هـ تقريباً وبعد خروجنا بأشهر انتكسنا وبدأنا التعاطي من جديد وما أن ساءت حالتنا حتى طلبت والدتنا أحد فاعلي الخير تسفيرنا للخارج للعلاج، وبالفعل تم تسفيرنا إلى دولتين أوروبيتين لننفصل عن بعض وبدأنا مرحلة علاج قاربت السنة والنصف بعدها رجعت إلى الوطن وأنا متعاف ولله الحمد، ولكن لا يزال أخي ورائي ويشدني إلى التهلكة فقد عاد من رحلته العلاجية وهو أكثر تعاطياً وساقني معه إلى التعاطي مرة أخرى.
وأذكر في أحد الأيام ونحن في إحدى الدول العربية أنا وأخي داخل شقتنا نتعاطى الحشيش مع أحد سائقي الأجرة الذي كان يؤمن لأخي البودرة، حيث كان هذا الوضع وهذا الشخص لا يروق لي مما سبب نزاعاً بيني وبين أخي فتشاجرنا بالسكاكين ونحن تحت تأثير المخدر وحدثت عن هذه المشاجرة بعض الإصابات لأخي بقطع يده وتلفيات بالشقة مما ساقنا إلى التوقيف والسجن.
وبعدها مضت قرابة العشر سنوات حافلة بالمغامرات الفاشلة والانحدار ونحن ندخل للمستشفى للعلاج ونخرج ولكن لا نتوب وسبب ذلك هو أن أخي يبدأ بالتعرف علي الآخرين السيئيين وينجر وراءهم ويجرني معهم إلى الهاوية، ولكن الآن أحس بأنني أشفى بإذن الله لو توفرت لي بعض الإمكانيات المعنوية وليست المالية مثل التفاف الأهل حولي.. فهم يئسوا مني وكذلك متابعتي البرامج التي تقدمها المستشفى وأيضاً وأهم شيء هو انفصالي وابتعادي عن أخي الذي دائماً يقودني إلى التهلكة.
وكذلك انفصالي وابتعادي عن أصدقاء السوء والتزامي بالدين الإسلامي الحنيف.

هناك تعليق واحد:

  1. -الاقلاع عن التدخين فى اول اسبوع او اسبوعين صعبا ويمكن ان تضعف وتعود مرة اخرى.فعليك بالاراده والعزيمة واتباع خطة لترك التدخين.
    مشكور على هذا الموضوع الاكثر من رائع وياريت تشرفنى بمرورك وابداء رأيك عندى

    http://hyahbelatadkheen.blogspot.com/
    http://www.hyah.net

    ردحذف